الاثنين، 29 يناير 2018

مشاهدات (2) - هل هو فعلا مستحيل؟


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
(لماذا نجعل الأجانب قدوة لنا في الالتزام بالوقت بينما نحن المسلمون أولى بهذا الالتزام؟) هذا ما قاله أحد الزملاء في الدوام في إحدى الاجتماعات مما جعلني أتساءل: هل الالتزام بالوقت فعلا عندنا مستحيل؟؟
خلال سنوات عملي وجدت القليل جدا من الناس ملتزمون بالوقت وخاصة في الاجتماعات، والإجابات الجاهزة التي أسمعها دائما من المتأخرين: وماذا حدث؟ الجميع متأخر!!! ما في مشكلة!!!، لم يحصل شيء!!!. ولا أشك أبدا بأن هؤلاء المتأخرون قد سمعوا محاضرات وحضروا دورات وقرؤوا قصصا عن أهمية الوقت وكيف كانت نهايات المتأخرين أو عدم الملتزمين، وعندما يُذكر أهمية الثانية والدقيقة أمامهم بذكر أمثلة عن سباقات الجري أو مواعيد الطيران فإنهم يقولون: الأمر هنا مختلف!!!
أذكر أنه في إحدى الدورات التي حضرتها قال المحاضر – وكان بريطانياً – بأن المتأخر سيعرف قيمة الدقيقة والثانية عندما تحدث أزمة لأحد أفراد أسرته وتكون الثانية والدقيقة ذات قيمة في بقائه من موته. مرة أخرى، أقول بأن أغلب غير الملتزمين بالوقت يعرفون هذه الأشياء ومع ذلك فالملتزمون بالوقت قلة للأسف الشديد.
الغريب بأن معظم هؤلاء – من خلال تأملي –  يلتزمون بالوقت في حالتين، الأولى عندما تكون هناك شخصية مهمة في الاجتماع كالمدير العام أو رئيس القطاع أو الإدارة مثلا فتجد هؤلاء من أوائل الحضور!!! والحالة الثانية عندما يتعرض المتأخر لإحراج أو نقد شديد نتيجة لتأخره – كما كان حالنا في الجامعة مع أحد الدكاترة المحترمين - ، فتجده في المرات القادمة يلتزم بالوقت قدر الإمكان. أما في الحالات الأخرى وخاصة عندما يكون الاجتماع بحضور الزملاء أو من هم في درجته فما دون، فالتأخر طبيعي جدا!!!
لا أريد في هذا المقال أن أطرح حلولا للمشكلة فأنا متأكد من هؤلاء المتأخرين قد سمعوا كثيرا عن هذه الحلول، ولكن ما لم يتحول الالتزام بالوقت إلى قيمة أو مبدأ للشخص، فالتغير صعب إلى حد ما.
أتمنى أن يأتي يوم وأقول فيه: أصبح الالتزام بالوقت هو الشيء الذي نفخر فيه ولم يعد أمرا مستحيلا. والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين.

لقراءة مقالة: مشاهدات (1) - الخطة الشخصية (اضغط هنا)

هناك تعليقان (2):

  1. مقالة رائعة. الالتزام بالمواعيد ثقافة تغرس منذ الصغر بالمدارس .احكي موقف طريف بالجامعة كان عندنا استاذ مشهور بالمحافظة علي ميعاد المحاضرة وصادف دخولنا معه في نفس الوقت فانتظرنا حتي يدخل اولا والمفاجأة انه اغلق الباب بوجهنا ولم يسمح بدخول أحدا بعده. بعد ذلك تعلمنا ندخل المدرج قبله ب ٥ دقايق.

    ردحذف